الخالدون مائة أعظمهم محمد صلي الله عليه و سلم عنوان كتاب تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ, المؤلف هو مايكل هارت و هو عالم فلكي رياضي, يعمل في هيئة القضاء الأمريكية, و متعته الأولى فهي دراسة التاريخ. و قد لاحظ من بين عشرات الألوف من ملايين الناس لم تذكر دوائر المعارف كلها سوى عشرين ألف شخص, كان لهم أثر في بلادهم و في البلاد الأخرى و في التاريخ الأنساني. و بعد أن فرغ من الكتابة تلقى إقتراحات من العلماء و الأدباء و رجال الدين بإضافة أسماء أخرى, و لكن المؤلف عنده مقاييس ثابتة لاختيار الشخصيات المائة و إستبعاد مئات غيرها. و قد أقام إختياره لشخصياته الخالدة على عدة أسس, من بينها أن الشخصية يجب أن تكون حقيقية, و إستبعد المجهولين و أقام أساس الأختيار على أن يكون الشخص عميق الأثر سواء كان الأثر طيبا أو خبيثا. و لا بد للشخص أن يكون أثر عالمي, فلا يكفي أن يكون اقليميا و لذلك إستبعد كل الزعامات السياسية و الدينية. كما أنه استبعد الأحياء, و المهم هو أن يكون للشخصية أثر “شخصي” عميق متجدد على شعبها و على تاريخ الأنسانية, و لذلك فقد إختار سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أول هذه القائمة و عنده لذلك أسباب مقنعة.
(1)
محمد رسول الله صلىَ الله عليه وسلم (570-632)
اخترت محمداً صّلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار. ومعهم حق في ذلك. ولكن محمداً عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقاً على المستوى الديني و الدنيوي.
وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسيا وعسكرياً ودينياً. وبعد 13 قرناً من وفاته. فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً متجدداً.
وأكثر هؤلاء الذين اخترتهم قد ولدوا ونشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب سياسياً وفكرياً. إلا محمداً صّلى الله عليه وسلم فهو قد ولد سنة 570ميلادية في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم. بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن.
Continue reading →